جمعية بورسعيد التاريخية توصى بضرورة الحفاظ على هوية المدينة التراثية.. صور

كتب – محمد ياسر

نظمت جمعية بورسعيد التاريخية برئاسة اللواء أيمن جبر، مساء أمس السبت 29/4/2023، مؤتمرها السنوى بمناسبة يوم التراث العالمى، الذى يوافق الثامن عشر من إبريل سنويا، ويتواكب مع ذكرى إنشاء مدينة بورسعيد فى الخامس والعشرين من إبريل عام 1859، وذلك بمكتبة مصر العامة، بحضور الأستاذ دكتور محمد الكحلاوي، رئيس الإتحاد العام للآثاريين العرب، وأستاذ دكتور بجامعة القاهرة، والأستاذ دكتور سهير حواس، أستاد العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة.. والمشرف على مشروع القاهرة الخديوية، والأستاذ دكتور دليلة الكرداني، الخبير الدولي في العمارة والتراث، والسادة ممثلي بورسعيد بمجلسي الشيوخ والنواب:
النائب د.عاطف علم الدين، النائب حسن عمار، النائب احمد فرغلي، وأستاذ صفوت عبدالحميد نقيب المحامين ببورسعيد، وعدد من ممثلي الجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية وشخصيات العامة الثقافية والهندسية والإعلامية، من المهتمين بالحفاظ على التراث ومستقبل مدينة بورسعيد التراثى والتريخى والثقافى.
وناقشت الجمعية فى مؤتمرها العديد من التساؤلات والقضايا المطروحة على الساحة حاليا من شبهة محاولة طمس الهوية البورسعيدية، والآليات التى تضمن المحافظة على هوية المدينة التاريخية.

وبدأ المؤتمر بكلمة اللواء عمرو بركات نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، التى رحب فيها بالكوكبة من القامات المهتمة بالتراث والثقافة فى مصر بصفة عامة، والحفاظ على هوية بورسعيد التراثية والتاريخية بصفة خاصة.

ثم تلى ذلك كلمة أ.د. سهير زكى حواس، التى ذكرت فيها نبذة عن القيم التراثية ومدلولها الحضارى وكتابة التاريخ من العمارة والعمران من الحضارة.

وأشارت حواس إلى أن المناطق ذات القيمة التراثية يستلزم التعامل معها بوعى، مؤكدة على أهمية الطابع الحضارى لاحتياجات المجتمع، والتوازن بين القوانين الحاكمة لحماية التراث المعمارى والعمرانى ودور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى الحفاظ على الثروة المعمارية فى مصر.

وتساءلت د. سهير حواس عن سبب اختفاء هوية بورسعيد ومبانيها التراثية، عند دخول المدينة من بواباتها المختلفة، والتى ظهر بدلا منها الكتل الخرسانية الصماء، وكان أشهرها (البواكى) أسفل العمارات السكنية، وكذا أشغال الحديد والخشب الذى كان يميز بورسعيد التاريخية، ، وتعجبت من اختفائها وما هى الأسباب قائلة بمرارة (ليه كدة ؟!!).

وشددت حواس فى نهاية كلمتها من حتمية وجود مخطط تفصيلى لكل محافظة، مع الإلتزام به حتى تستمر الهوية والطابع الذى يميز كل مدينة.

وفى أثناء المؤتمر نوه اللواء أيمن جبر بأن الكاتبة الكبيرة سكنية فؤاد إبنة بورسعيد كان من المفترض أن تجرى مداخلة تليفونية فى شأن المحافظة على هوية بورسعيد التاريخية، ولكن نظرا لسوء خطوط الإتصالات تعذرت المداخلة، وأشار إلى أنها ستنشر مقال اليوم الأحد، بجريدة الأهرام فى هذا الشأن.

ثم ألقى دكتور محمد محمد الكحلاوى، محاضرة تمحورت حول الثراث بين المضمون والدلالة، وإشكالية الحفاظ على التراث المعمارى بمحافظة بورسعيد بكافة أحيائها، وكيف أصبحنا لا نحافظ على هذا الشكل بإقامة مباني لا شكل لها ولا قيمة.

وأضاف الكحلاوى أن شكل بورسعيد الحالى أصبح محزنا، حيث لا يوجد بها أماكن تراثية يمكن زيارتها، اللهم إلا مدينة بورفؤاد التى مازال بها جزء يماثل أوروبا.

وطالب الكحلاوى بتعويضات للمبانى الأثرية التى تعرضت للإهمال والتعدى سواء بالهدم أو التهديد بالإخلاء القسرى، مشيرا أن الحداثة فى الإنشاء لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، والأدهى من ذلك أن من قام بالإنشاء يدعى مهندسا !!، واختتم حديثه بالقول أن هدم متحف بورسعيد القومى كان مقصودا وليس عفويا وهذا الكلام على مسئوليته الشخصية.
وطالب د. محمد الكحلاوى فى نهاية محاضرته البورسعيدية بالدفاع عن هويتهم وتراثهم، من خلال تجميع توقيعات وتقديمها للسيد رئيس الجمهورية بمنع التعدى على الهوية البورسعيدية، وكذا توقيعات جماعية للإبقاء والحفاظ على متحف بورسعيد القومى والذى اعتبره آخر ما تبقى من هوية بورسعيد.

ومن جانبه قال النائب حسن عمار عضو مجلس النواب، “أنه ما بين ليلة وضحاها تم بيع الأرض”، مشيرا أن أعضاء الكتلة البرلمانية ببورسعيد إستخدموا أدواتهم الرقابية لمنع إهدار وبيع أرض المتحف، مؤكدا أن الموضوع مطروح أمام القضاء الإدارى، وسيتم اتخاذ قرار فى شأنه بجلسة 2/5/2023، وسيكون خيرا بإذن الله (على حد قوله).

وأوضح النائب أحمد فرغلى عضو مجلس النواب، أنه تقدم بطلب إحاطة بخصوص أرض متحف بورسعيد، أمام لجنة الثقافة والآثار، واللجنة الإقتصادية وذلك لعدم دستورية بيع الأرض، كما أشار إلي أن مبنى هيئة قناة السويس (القبة)، يتعرض لصفقة بيع تغلفها الشبهات لافتا أن السيد رئيس الهيئة يوهم النواب ويلوح بتهديدهم وإرهابهم بأنه مشروع رئاسى حتى يتوقفون عن مناقشته، كما أبدى فرغلى اندهاشه لموقف محافظ بورسعيد لافتا أيضا أن لديه توجه كبير وسبب مجهول لطمث الهوية البورسعيدية.

ومن جانبه طالب المحامى هانى الجبالى – والذى تبنى إقامة دعوى بالقضاء الإدارى ضد رفض بيع أرض متحف بورسعيد – الجميع بالتضامن فى الدعوى المقامة ضد محافظة بورسعيد، وهيئة قناة السويس، والمحدد لها جلسة 2/5/2023، لإعلان الأطراف.

كما صرح صفوت عبدالحميد نقيب محاميى بورسعيد بتضامن وانضمام النقابة بكامل هيئتها إلى الدعوى المقامة من هاني الجبالي المحامى فى هذا الشأن.

وفى نهاية المؤتمر تلى اللواء أيمن جبر رئيس مجلس إدارة جمعية بورسعيد التاريخية مقدمة لفحوى التوصيات التى خرج بها المؤتمر وتدور حول التمسك بالحفاظ على هوية المدينة والمحافظة على شخصيتها التاريخية، ومواصلة الجمعية للمتابعة مع المهتمين بتراث بورسعيد مع جميع الفئات والطوائف، من أجل الحفاظ على المقدرات التاريخية والثقافية والتراثية، واستثمارها من أجل تنمية مستدامة ومستقرة للمجتمع، وللأجيال القادمة.
وكانت التوصيات كالتالى:

1 – قيام الجمعية بمشروع توثيق تحت إشراف أستاذ دكتور سهير حواس، والأستاذ دكتور دليلة الكردانى، بالاشتراك مع نخبة من الباحثين والمؤرخين والمعماريين والمهتمين بالتراث، لتوثيق مفهوم الهوية المعمارية والبصرية للمدينة، وتحديد ملامح شخصيتها التاريخية والمنشآت الهامة والتى تعتبر من الركائز المعمارية المكونة لشخصية بورسعيد، وذلك لتقديمه للجهات المعنية وطرحه على المجتمع لنشر مفهوم الوعى نحو الحفاظ على التراث وقيمته.

2 – نظرا لاختلاف الشكل المعمارى والحضارى لبورسعيد عن باقى المدن المصرية القديمة لتعدد طوابعها المعمارية، فتوصى الجمعية بحصر الطرز المعمارية الخاصة بمدينة بورسعيد وشخصيتها، من خلال لجنة متخصصة من الباحثين بالتنسيق مع جامعة بورسعيد والأكاديمية العربية، وتقديمها للسيد المحافظ وذلك من خلال السادة نواب البرلمان، والإلتزام بها ضمن الاشتراطات البنائية التى صدرت خلال عام 2022، للإرتقاء بالتطوير العمرانى للمدينة وكذلك المزمع إنشائها حديثا، للحفاظ على هوية المدينة التاريخية وحرصا عليها وخاصة مدينة بورفؤاد، وقال: “هذا المبدأ سيكون من الثوابت حتى لا يتم تغييره ممن سيأتى بعدنا”.

3 – تكوين ورش عمل للبحث فى تاريخ بورسعيد، من خلال أكاديميين وباحثين ومؤرخين، وإعداد موسوعة عن بورسعيد على مر العصور المختلفة مدعمة بالوثائق والمراجع الرسمية، وهذا سيكون من خلال مجموعة متخصصة للمراجعة الدائمة.

4 – إختصاص توصية بها مناشدة للسيد رئيس الجمهورية، بوقف المشروع السكنى المزمع إقامته على أرض المتحف القومى بالحدود الشمالية لمصر، والمواجهة لرصيف السفن السياحية مباشرة، لإعادة بناء مشروع المتحف القومى وبموقعه الحالى، وفقا لمخطط يتم إعداده على مستوى عالمى للمنطقة سياحيا وفندقيا وثقافيا وتاريخيا، ومتماشيا مع رؤية السيد الرئيس التى أعلنها مسبقا، أثناء تكليفات على أرض بورسعيد فى عيدها القومى عام 2017.

وأضاف جبر مختتما حديثه، بأنه على ضوء ما سبق فقد أقر الحضور على تلك التوصيات والتى تحمل فى طياتها التمسك بهوية المدينة وكذا مناشدة فخامة الرئيس لإبقاء أرض المتحف لتحقيق التنمية المستدامة والمستقرة بالمجتمع وللأجيال القادمة.

وفى ختام المؤتمر تم تكريم الدروع وشهادات التقدير لكل من :
– د. محمد محمد الكحلاوى رئيس الإتحاد العام للآثاريين.
– د. سهير زكي حواس أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
– اللواء عمرو بركات المفكر والأديب ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.
– الأستاذ طارق إبراهيم الباحث فى الآثار الإسلامية.
– إسم الراحلة د. مديحة شاهين إحدى رائدات العمل الإجتماعى وعضو مجلس إدارة الجمعية.