من القراء

المستقبل بين الحلم والاستسلام

الحلم والاستسلام

كتبت: مريم وديع

ذات يوما في احب الايام إلى قلبي التي استنشق فيه اليود الخارج من البحر ينعشني ويخبرني بأنني مازالت على قيد الحياة ومازالت احلم بالجديد ، وأتذكر مامضى من سنين عمري ليعطيني دروساً جديدة ، ويعلمني دوماً كيف استمر إلى الامام فتوقفت لحظة ! ومرت امام عيني رحلة عمري وكل سنين حياتي .

تذكرت وقتها عندما كنت صغيراً مفعم بالامل والاحلام ويتملكني حلم واحداً يسيطر علي وتمنيت تحقيقه منذ الصغر . وفي الواقع ، صدمت بصعوبات كثيرة واجهتني وعرقلت احلامي لتجعلني استسلم ، ولكن التمسك بالحلم لتحقيق ماتريده انت وليس مايريده الآخرين كالأكسجين الذي يجعلك تتنفس . فالإنسان دون حلم كجثة هامدة ليس لها وجود .

لم اصبح معيدة بالجامعة واصبحت مدرسة ، ولم اترك حلم تمنيته طيلة حياتي وبذلت كل جهدي اثناء دراستي في كل مرحلة من مراحل حياتي لاستطيع دخولي الكلية التي اريدها بفارق كبير في المجموع والدرجات .

فبالنسبة لي ، فالمرحلة الجامعية ليست مجرد استكمال دراسة ولكنها اكتمال شخصية في تحقيق حلم اسعى له منذ ان ادركت معنى الحلم أو الامنية . ولكل حلم شروط لتحقيقه فنفذت جميع شروطه وهي التفوق ، الاجتهاد واحتلال المركز الأول للاربع سنوات الدراسية .

لكن صدمت بأن تحقيق الشروط ليس وحده كافياً ، فمتطلبات الجامعة عكس ما اتمناه . فكادت أن تتحطم أمامي كل السبل وأن اسقط متناسيا حلمي ولكن عاد الأمل من جديد ، وقررت ان انهض مرة اخرى ولم استسلم ، واستكملت دراستي بكلية اخرى ولكن في نفس ذات التخصص على أمل ان اصل إلى قمة احلامي التي تراودني . وكانت الصدمة في تحطم الحلم للمرة الثانية واصبحت على وشك الانهزام . ولكنني على ثقة ويقين بحلمي بالرغم من تشكيك الآخرين فيه علمياً .

فتعلمت من هذه المحنة أن أحيط نفسي بمن أريد أن اكون مثلهم وأتعلم منهم ، ولا أعطي فرصة لأحد بأن يتحكم في الآخر ويعرقل مصيرة . فتختار أنت بذاتك ماتريده حتى لو عكس توقعات مجتمعك . فأدركت أن الحرية ليست فقط من اجل الاستقلال ولكنها من أجل كل شئ يثبت أنك بشر .

تعلمت الكثير والكثير ؛ وتمسكت أكثر بحلمي واجتهدت في تحقيق ذاتي واكتساب مهارات وخبرات في مجال عملي تميزني وتضيف لي وتساعدني أن اصل لتحقيق حلمي يوماً ما ، وحصلت على كثير من الشهادات تؤهلني أن اعمل ما احب حتى أنجح فيه ، ولن يكون مجرد عمل اجلب منه المال . ولكنه عمل تمنيته منذ الصغر لأني احبه فأستطيع ان انجح فيه .

والآن بعد كل هذه السنوات والدراسات قمت بانتهاء عام التمهيدي للحصول على درجة الماجستير فيما أحب وأقوم بتدوين وكتابة رسالتي العلمية الاكاديمية في ماجستير اللغة الفرنسية ، وعلى خطوات من تحقيق حلمي ومازالت احلم بالكثير للتميز في مجالي ومنها ؛ زيارتي إلى فرنسا للتعرف أكثر على مظاهر الحياة في هذا المجتمع ، والتعمق في معرفة كل مايخص من يتحدثون لغتي الثانية المفضلة . فدائماً نسعى لتحقيق احلامنا بشتى الطرق .

لا تيأس ولا تمل لحظة ، فالدفاع عن ماتحب اثبات لوجودك كإنسان .

زر الذهاب إلى الأعلى
");pageTracker._trackPageview();
× How can I help you?